دنيــــــــــــــــا فـــــــــــــــــن دنيــــــــــــــــا فـــــــــــــــــن

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

لا تقتلوا الأبداع فيعم الجهل ...

عمر الحيالي
قبل حوالي الشهر تحفظ القضاء المصري على اموال نجم الكرة السابق محمد ابو تريكة بعد اتهامه بتمويل جماعة ارهابية متطرفة .. لتخرج بعدها اكبر حملة تضامنية عفوية لمساندة (امير القلوب) على مواقع التواصل الاجتماعي .. رغم ان مؤيدي ابو تريكة جلهم من مناوئي تلك الجماعة المتشددة ..
تذكرت هذا الموقف قبل ايام عندما كنت اقلب صفحات التواصل التي حولناها للاسف الى منبر لتبادل الشتائم والتهم والانتقاص من كرامة ووطنية الانسان لا لشئ سوى لانه يختلف عنا في الفكر العقيدة ..
وما دمنا نتحدث عن المبدعين دعونا نتذكر كيف تعامل (بعض) من جماهيرنا مع مبدعينا الذين كانت لهم بصمات مهمة تخطت الحدود وكيف قوبلت انجازاتهم بكم من الكراهية والحقد من اناس لا شغل لهم سوى تصيد اخطاء الاخرين وترقب زلاتهم ..
فالقيصر كاظم الساهر اكبر بكثير من ان تصفه كلماتي و هو مفخرة لاي عراقي كونه تخطى حدود العربية بأشواط .. يؤسفني ان اقول ان اول حملة هجومية ضد الساهر بعد شهرته العربية كانت من العراق وكان وما يزال ذلك (المطرب) السبعيني ينتقص من موهبته في كل محفل .. و رغم هذا التاريخ الذي صنعه الساهر بأحرف من نور لم يتجرأ فنان او ناقد او صحفي عربي على المساس بموهبة الساهر مقابل ذلك كان اشهر ناقد موسيقي عراقي متحاملاً على صوت الساهر في الكثير من الصحف العربية !!
سيناريو الساهر لم يتكرر فحسب بل شهد (تطوراً) مع التقدم التكنلوجي الاخير وعبر منصات التواصل الاجتماعي ليكون ضمن ضحاياه الفنان الكبير بهجت الجبوري بعد مشاركات فنية في مصر .. ضربة تلو اخرى دفعت الجبوري للانزواء بعيداً عله لم يحتمل تلك الشتائم بعد هذا التاريخ والعمر الطويل..
ويستمر المسلسل مع فنان لم يكن التزامه العالي وخلقه الرفيع اقل من موهبته بشهادة الجميع .. الفنان ماجد المهندس الذي لاقى المصير ذاته من نفس المنظومة وبذات الادوات بعد حصوله على جنسية دولة عربية اخرى .. ولك ان تتخيل عزيزي القارئ مقدار المزايا التي يحملها اي جواز عربي او اجنبي في مواجهة الجواز العراقي للاسف .. وهو ما يطمح اليه كل عراقي فكيف بالفنان الذي يتنقل بين البلدان لنشر فنه؟ فهل علينا ان نرمي التهمة على ملايين العراقيين الذين حصلوا على جنسيات اجنبية ام ان الفنان من طين اخر؟
نفس المعاناة والالم طال الفنانة العراقية ميس كمر مع خطواتها في الخليج بتهمة الاساءة للمرأة العراقية ! في الوقت الذي يساء للمرأة العراقية علناً على مسارح بغداد في عروض لا تمت للفن بصلة .. ناهيك عن ان منتقدي اعمالها لم يستندوا لفكرة موضوعية كونهم لم يشاهدوا الاعمال كاملة...
فهل اصبحنا على هذه الدرجة من العدوانية لكي نتصرف بهذه الطريقة مع كل شخص يحمل سمة الابداع وينثرها فناً وحباً؟؟ لم تكن زها حديد عراقية الا بالاصل وهي لم تزر العراق يوماً لكن ما من شك ان كل عراقي يفخر بها وباعمالها .. ولم تتهم فيروز بالخيانة في بلدها عندما غنت لبغداد ولمعظم المدن العربية ولم يشتم المصريون (داليدا) كونها تحمل الجنسية الفرنسية .. فهل قدر على الفنان ان يحمل وزر تقلب الامزجة والاذواق؟
اخوتي وابناء جلدتي لا تقتلوا الورود بجريرة الاشواك بل ارعوها حق رعايتها تملأ الدنيا عبيراً وجمال .

عن الكاتب

وكالة انباء الفن العراقي

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا