قديماً قالوا ان الشجرة المثمرة هي التي ترمى
بالحجارة دائما .. لكن رب سؤال يطرح نفسه كيف
للشجرة ان تثمر ما لم تكن ذات جذور قوية تسندها في الارض لتطرح حلو الثمر .
فمن الامور المعيبة فعلا ان تتقدم الاراء السلبية
لتصبح رأياً عاماً وهو ما اعزوه الى تسيد نكرات القوم منصات التواصل الاجتماعي الذي
اصبح محركاً لحياتنا..
مؤخراً تم تداول مقطعاً من مشهد مسرحي للنجمة
ميس كمر في المسرحية الكويتية (الياخور) على مواقع التواصل الاجتماعي على انها تضمنت
اساءة للعراق وللمرأة العراقية .. والتهمة ليست بجديدة لكن المثير ان المشهد تم استقطاعه بمنتهى المكر
لان تكملة المشهد اجابة على تساؤلات طرحها من نشر الفيديو ليستمر التصاعد حتى الذروة
في المشهد الاخير عندما تنهمر دموع فنانتنا الراقية بصدق وهي تعبر عن مظلومية العراقيين
مما جرى ويجري وهو فحوى المسرحية التي عالجت موضوعاً شائكاً للغاية يتعلق بماضي وحاضر
بلدين شقيقين شقت السياسة اواصر التواصل بينهما.
ومنذ وصول ميس كمر للكويت بطلة ونجمة في مسلسل
(العافور) تعرضت للهجوم وللاسف الشديد في بلدها والتهمة جاهزة (الاساءة للمرأة العراقية) ..
نفس التهمة تكررت بعد تقديم الموهبة الشابة خالد
وليد لوحة في برنامج (عرب كاستينج) عن سيدة عراقية بصورة كوميدية رغم انه حاز على اعجاب واطراء من لجنة البرنامج.
احبتي .. بين العاهرة والقديسة تصطف ملايين النساء
في ارجاء المعمورة لا يلبسن ثوباً واحداً فلماذا نربط ثوابت كالشرف والوطنية والعفة
والنزاهه الخ.. بجنسية او قومية او دين ؟؟ فكل مجتمع من المجتمعات يحوي اللص والشريف
والغانية والعفيفة والقاضي والمجرم... فان لم يتناول الفن تلك الصور من الحياة كان
الفن قاصراً قصوراً لا يرقى ان يتمثل برسالة انسانية ثم اين الاساءة لمكانة العراقي
او العراقية في اعمال كهذه؟؟.
من فضلكم .. كونوا يداً تصفق لمبدعيكم لا يداً
تقتلع ما بقي من ورود في زمن التصحر .. كونوا حضناً لهم فخورين بهم يداً تبني لا معولاً
يهدم .. وعلى من يتحدث عن شرف ومكانة المرأة عليه ان يلتفت الى ما يقدم على مسارح بغداد
من مهازل بسم الفن .