دبي/ رياض المحمداوي
لقد ترك لنا مبدعونا ارث كبير ستتناقله الاجيال لكونه مسيرة اعتمدت الالتزام بالحسية والثقافة المجتمعية والقواعد والاصول العلمية والحفاظ على التراث والهوية العراقية والعربية الاصيلة.
والهاشمي واحد من اولائك الذين نذروا انفسهم في رسم طرق الحقيقية والتحصحيح العلمي وواحد من ارقى المدافعين عن الاصول والاصالة العربية في تاريخ الاغنية العراقية والعربية.
لقد مرت 5 سنوات على ذكرى رحيل الناقد والاعلامي الاستاذ عادل الهاشمي. الذي وافاه الاجل في العاصمة المصرية القاهرة مساء يوم الجمعة 11 / 11 / 2011 اثر ازمة صحية والتي كان في زيارة ضمن وفد عراقي يتألف من ستة موسيقيين ونقاد للمشاركة في الدورة العشرين من مهرجان الموسيقى العربية. نقل بعدها جثمانه الى بغداد على متن طائرة خاصة ليوارى ثراها.
الاستاذ الهاشمي هو اخر النقاد الموسيقيين المرموقيين في العراق والذي كان موسوعة وعلامة موسيقية كبيرة وذاكرة مشبعة بكل ما له علاقة بالموسيقى والغناء العراقي والعربي من مقامات واطوار والطرق المتعلقة بالغناء واصولها وجذورها وتاريخ نشئتها فهو مؤرخ وناقد من امهر النقاد الذي يمتلك من الخبرة والتحليل والدراية بالشكل الحضاري الذي يشخص فيه العيوب وطرق معالجتها واصولها بكل ثقة وعلمية. فقد كان الكثير من المطربين والمختصين بعالم الموسيقى والغناء يحسبون الحساب لرآيه السديد وحكمته في التحليل الموسيقي العلمي وكان يسعدهم رايه حتى وان كان سلبي لكونهم يعتقدون ان اي كلمة منه قد تدفعهم نحو الشهرة وسلم النجاح.
فقد كان الهاشمي رحمه الله يمتلك مكتبة موسيقية فريدة تتخللها تسجيلات نادرة لكبار المطربين لاسيما المصريون منهم حيث يعشق ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وكذلك مطربين ومطربات العواق والمقامات وجميع الاطوار العراقية.
فيعتبر الهاشمي مساحة كبيرة من الضوء القت بظلها فوق تاريخ الاغنية العراقية والعربية. فاصبح جزء مهم من خلالهما وسراج متقد في تاريخهما فكان يغربل الحقيقة بغربال العلم ويدافع عنها .ورغم شدة حيائه كان لايجامل لكون المجاملة تطمس الحقائق وتترك للعيوب مساحة واسعة على حساب العلمية الصحيحة يتخذ منها الجهلاء ذريعة للقفز على العرف .
فكان يؤكد على الحقيقة وتشخيص العيوب بشفافية ادائه الانساني فكان خير راصد للاخطاء حريص بكشفها غايته الاصلاح وعدم الخروج عن العرف والقواعد والاصول العلمية في الغناء والموسيقى العراقية والعربية. فهو مدرسة نقدية متحضرة بحد ذاته اعتمد النقد البناء الذي لايهاجم الحقيقة ويحولها الى اشلاء .
بل كان يشخص الاخطاء وطرق معالجتها ولا يكف عن قول الحقيقة مهما كانت النتائج. فعندما كان يكتب نقد ما عن فنان اوعمل فني كان يكتب سطرا او سطرين يجامل به الفنان .امامايكتبه بالاسطر الباقية فهو يمارس مهنيته كناقد محترف مستخدما ادواته المعرفية الصارمة. وكانه يقول. ان السطر الاول لك كصديق ولكن السطور الباقية لي كناقد مهني لاتاخذه في الحق لومة لائم.
فحينما كان يكتب الهاشمي عن حالة ما يجعل لها جاذبية ورونق لايترك فيها لخصومه مايقابلوه بالاتعاض والتذمر والاسائة. فكان له اسلوب الاقناع والناقد المؤدب رغم كونه لايساوم على مقومات الابداع .فقد كان يتمناه المطربون العراقيون بان يفوزوا بحرف من حروفه الذهبية التي تفيض بها اراء الهاشمي التي تتصف بلمعان وبريق اخاذ لكون رايه مهم ويعطي الثقة للاخرين في مسيرتهم الفنية وتصحيح الاخطاء والسير على النهج الصحيح والامثل.
فلاتزال مدرسة الهاشمي المنجز النقدي الارقى والاكبر وموضع تساؤل واعجاب ينظر اليها بنوع من التوجس والانبهار لماتركه الهاشمي من دروس حديثة في الكتابة والنقد العلمي الذي حث فيها المطربين والمغنيين على التوجه للعلمية والتسلح بالثقافة الموسيقية والشروط التي يجب ان تتوفر في المطرب. رغم ان الموهبة احيانا تفرض شروطها في هذه المهنة .
لكنه كان قد وضع لتجربته حسا معرفيا وعلميآ استبدله من خانة السرد الى الفضاء التعبيري الحسي والعلمي .
ولد الهاشمي في بغداد/ الاعظمية عام 1946 ترعرع في ظل عائلة تحب الثقافة والفن .تخرج من الثانوية في بغداد، وسافر إلى القاهرة ودرس الموسيقى العربية لمدة ثلاث سنوات، عاد بعدها إلى بغداد ودخل الجامعة المستنصرية/قسم اللغة العربية وتخرج في العام 1972/1973، عين محررا في جريدة الثورة في العام 1967، وتنقل بعد ذلك في صحف ومجلاته عديدة. كتب في مختلف صحف الوطن العربي والصحف العربية في أوربا. وكتب عشرات البرامج الموسيقية والأدبية والثقافية للإذاعة والتلفزيون العراقي. عمل في مجلة "الف باء" وفي جريدة الجمهورية التي كان يكتب فيها عموده الاسبوعي (المرفأ الموسيقي)، وأصدر كتبا عديدة منها كتاب (الموسيقى والغناء من عصر الإسلام وحتى احتلال بغداد سنة 656 ) وكتاب (المسيرة اللحنية العراقية) وكتاب (العود العربي بين التقليد والتقنية) وأيضا كتاب ( فن التلاوة أصوات وأنماط) وكتاب (أصوات والحان كردية) وكتاب الاخير (الموسيقى العربية في مائة عام)الذي صدر في دولة الامارات العربية، كما انه انتدب عضوا لمدة عقدين في لجنة فحص الأصوات العائدة لدائرة الإذاعة والتلفزيون العراقي ومارس التدريس لمادة الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية العراقي ومعهد الفنون الجميلة وكذلك مارس التدريس للموسيقى في كلية الفنون الجميلة، اختارته محطة ((m.b.c واحدا من أفضل ستة نقاد في الموسيقى والغناء في الشرق الأوسط، اخر منصب له هو عضو في هيئة المستشارين الثقافية لوزارة الثقافة.رحم الله نخلتنا العراقية الاستاذ الفنان والعلامة عادل الهاشمي
لقد ترك لنا مبدعونا ارث كبير ستتناقله الاجيال لكونه مسيرة اعتمدت الالتزام بالحسية والثقافة المجتمعية والقواعد والاصول العلمية والحفاظ على التراث والهوية العراقية والعربية الاصيلة.
والهاشمي واحد من اولائك الذين نذروا انفسهم في رسم طرق الحقيقية والتحصحيح العلمي وواحد من ارقى المدافعين عن الاصول والاصالة العربية في تاريخ الاغنية العراقية والعربية.
لقد مرت 5 سنوات على ذكرى رحيل الناقد والاعلامي الاستاذ عادل الهاشمي. الذي وافاه الاجل في العاصمة المصرية القاهرة مساء يوم الجمعة 11 / 11 / 2011 اثر ازمة صحية والتي كان في زيارة ضمن وفد عراقي يتألف من ستة موسيقيين ونقاد للمشاركة في الدورة العشرين من مهرجان الموسيقى العربية. نقل بعدها جثمانه الى بغداد على متن طائرة خاصة ليوارى ثراها.
الاستاذ الهاشمي هو اخر النقاد الموسيقيين المرموقيين في العراق والذي كان موسوعة وعلامة موسيقية كبيرة وذاكرة مشبعة بكل ما له علاقة بالموسيقى والغناء العراقي والعربي من مقامات واطوار والطرق المتعلقة بالغناء واصولها وجذورها وتاريخ نشئتها فهو مؤرخ وناقد من امهر النقاد الذي يمتلك من الخبرة والتحليل والدراية بالشكل الحضاري الذي يشخص فيه العيوب وطرق معالجتها واصولها بكل ثقة وعلمية. فقد كان الكثير من المطربين والمختصين بعالم الموسيقى والغناء يحسبون الحساب لرآيه السديد وحكمته في التحليل الموسيقي العلمي وكان يسعدهم رايه حتى وان كان سلبي لكونهم يعتقدون ان اي كلمة منه قد تدفعهم نحو الشهرة وسلم النجاح.
فقد كان الهاشمي رحمه الله يمتلك مكتبة موسيقية فريدة تتخللها تسجيلات نادرة لكبار المطربين لاسيما المصريون منهم حيث يعشق ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وكذلك مطربين ومطربات العواق والمقامات وجميع الاطوار العراقية.
فيعتبر الهاشمي مساحة كبيرة من الضوء القت بظلها فوق تاريخ الاغنية العراقية والعربية. فاصبح جزء مهم من خلالهما وسراج متقد في تاريخهما فكان يغربل الحقيقة بغربال العلم ويدافع عنها .ورغم شدة حيائه كان لايجامل لكون المجاملة تطمس الحقائق وتترك للعيوب مساحة واسعة على حساب العلمية الصحيحة يتخذ منها الجهلاء ذريعة للقفز على العرف .
فكان يؤكد على الحقيقة وتشخيص العيوب بشفافية ادائه الانساني فكان خير راصد للاخطاء حريص بكشفها غايته الاصلاح وعدم الخروج عن العرف والقواعد والاصول العلمية في الغناء والموسيقى العراقية والعربية. فهو مدرسة نقدية متحضرة بحد ذاته اعتمد النقد البناء الذي لايهاجم الحقيقة ويحولها الى اشلاء .
بل كان يشخص الاخطاء وطرق معالجتها ولا يكف عن قول الحقيقة مهما كانت النتائج. فعندما كان يكتب نقد ما عن فنان اوعمل فني كان يكتب سطرا او سطرين يجامل به الفنان .امامايكتبه بالاسطر الباقية فهو يمارس مهنيته كناقد محترف مستخدما ادواته المعرفية الصارمة. وكانه يقول. ان السطر الاول لك كصديق ولكن السطور الباقية لي كناقد مهني لاتاخذه في الحق لومة لائم.
فحينما كان يكتب الهاشمي عن حالة ما يجعل لها جاذبية ورونق لايترك فيها لخصومه مايقابلوه بالاتعاض والتذمر والاسائة. فكان له اسلوب الاقناع والناقد المؤدب رغم كونه لايساوم على مقومات الابداع .فقد كان يتمناه المطربون العراقيون بان يفوزوا بحرف من حروفه الذهبية التي تفيض بها اراء الهاشمي التي تتصف بلمعان وبريق اخاذ لكون رايه مهم ويعطي الثقة للاخرين في مسيرتهم الفنية وتصحيح الاخطاء والسير على النهج الصحيح والامثل.
فلاتزال مدرسة الهاشمي المنجز النقدي الارقى والاكبر وموضع تساؤل واعجاب ينظر اليها بنوع من التوجس والانبهار لماتركه الهاشمي من دروس حديثة في الكتابة والنقد العلمي الذي حث فيها المطربين والمغنيين على التوجه للعلمية والتسلح بالثقافة الموسيقية والشروط التي يجب ان تتوفر في المطرب. رغم ان الموهبة احيانا تفرض شروطها في هذه المهنة .
لكنه كان قد وضع لتجربته حسا معرفيا وعلميآ استبدله من خانة السرد الى الفضاء التعبيري الحسي والعلمي .
ولد الهاشمي في بغداد/ الاعظمية عام 1946 ترعرع في ظل عائلة تحب الثقافة والفن .تخرج من الثانوية في بغداد، وسافر إلى القاهرة ودرس الموسيقى العربية لمدة ثلاث سنوات، عاد بعدها إلى بغداد ودخل الجامعة المستنصرية/قسم اللغة العربية وتخرج في العام 1972/1973، عين محررا في جريدة الثورة في العام 1967، وتنقل بعد ذلك في صحف ومجلاته عديدة. كتب في مختلف صحف الوطن العربي والصحف العربية في أوربا. وكتب عشرات البرامج الموسيقية والأدبية والثقافية للإذاعة والتلفزيون العراقي. عمل في مجلة "الف باء" وفي جريدة الجمهورية التي كان يكتب فيها عموده الاسبوعي (المرفأ الموسيقي)، وأصدر كتبا عديدة منها كتاب (الموسيقى والغناء من عصر الإسلام وحتى احتلال بغداد سنة 656 ) وكتاب (المسيرة اللحنية العراقية) وكتاب (العود العربي بين التقليد والتقنية) وأيضا كتاب ( فن التلاوة أصوات وأنماط) وكتاب (أصوات والحان كردية) وكتاب الاخير (الموسيقى العربية في مائة عام)الذي صدر في دولة الامارات العربية، كما انه انتدب عضوا لمدة عقدين في لجنة فحص الأصوات العائدة لدائرة الإذاعة والتلفزيون العراقي ومارس التدريس لمادة الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية العراقي ومعهد الفنون الجميلة وكذلك مارس التدريس للموسيقى في كلية الفنون الجميلة، اختارته محطة ((m.b.c واحدا من أفضل ستة نقاد في الموسيقى والغناء في الشرق الأوسط، اخر منصب له هو عضو في هيئة المستشارين الثقافية لوزارة الثقافة.رحم الله نخلتنا العراقية الاستاذ الفنان والعلامة عادل الهاشمي