منذ سنوات وظاهرة التهجم على الفنانين والادباء و
المبدعين ماثلة للعيان و يستغل البعض المنابر الاعلامية للاساءة لهذا المبدع او
ذاك الفنان لكي يثبت ولاءه للاخرين مع ان اكثر هؤلاء تركوا انتماءاتهم الاصلية و
لهثوا وراء الامتيازات المقدمة لهم .. و دائما كانت الحجج الواهية سياسية او شخصية
تتخذ غطاء للاساءات و ساعد على ذلك الارضيات الرخوة و ضغط المتابعة للرد على تلك
الاصوات النشاز والنباح المسعور لبعض النكرات المحسوبة على وسائل التواصل
الاجتماعي والقنوات المرئية التجارية ..
والمبدع او الفنان او المثقف الاذكياء هم الذين لا
يتدخلون بالسياسة او المواقف الانية التي ستتغير بعد فترة , وما اكثر المتغيرات في
عالمنا العربي وما اكثر المصطادين في المياه العكرة الذين يصرون على نبش جراح
الماضي و توسيع الشرخ الموجود بين اي شعبين شقيقين .
لقد تغيرت الظروف وتبدلت الاحوال والتئمت الجراح و هؤلاء
المطبلون والمزمرون يضعون نفس الاسطوانة المشروخة و يحاولون اثبات ولاءاتهم
وانتماءاتهم المؤقتة التي حصلوا عليها بالزواج او كمكافآت لخدماتهم (الجليلة)
للاساءة الى اوطانهم الاصيلة.
ونصيحة مني كمتابع لبعض تفاصيل الفنانين والمبدعين ان
لايحاولوا الانجرار الى مواقف محسوبة هم في غنى عنها ! ولا اللجوء الى تصريحات او اغان او مقالات لا
ناقة لهم فيها ولا جمل . لان الكثيرين اتخذوا من تلك الزلات مواد اعلامية للاساءة
لهم مع ان الكثيرين من امثالهم من حملة الجنسيات الاصلية لبعض البلدان مارسوا تلك
(الزلات) و لكن لم يتطرق لهم احد .. لانهم يعرفون جيدا ان التقرب من عرين الاسد
محاطرة غير محسوبة .. وعليهم الا يكونوا ملكيون اكثر من الملك نفسه و يعتقد اولئك
المنحرفون العاملون في القنوات التجارية الخليجية ان المبدع العراقي مادة سهلة
للاساءة وهم على خطأ في ذلك الاعتقاد وحسبوا حساباتهم الخاطئة على نتائج خاطئة ..
فالمبدعون العراقيون لايحتاجون الى رأي او تقييم من نكرات المجتمع لان جذور
المبدعين تمتد في اعماق الارض لالاف السنين وليس لمثل اولئك الذين لا يعرفون
انتمائاتهم الاصلية وليس لهم جذور ولا تاريخ ولا ثقافة .