(دنيا فن) عمر الحيالي
لا ينكر احد ما لبرامج الطفل من اهمية بالغة في تنشئة الجيل الجديد لاي بلد .. و تبدأ الاهمية التربوية لوسائل الاعلام أن تكون برامجها الموجهة للاطفال تربوية فهي تساعد على غرس وتدعيم وتوجيه الطفل من خلال ما تقدمه من خبرات و فقرات ترفيهية.. و للحديث عن هذا المجال المهم وهل نملك اليوم صناعة برامجية خاصة بالاطفال و قادرة على مواكبة كل ما يحدث من تقدم هائل في المعلوماتية .. كان لنا وقفة مع اسم مميز في هذا المجال هو مؤلف ومخرج ومنتج ومعد ومقدم وممثل في العشرات من البرامج الخاصة بالاطفال وهو صانع حقيقي لهذه النوعية من البرامج .. انه الفنان ضرغام فاضل الذي حل ضيفا على موقع (دنيا فن) في هذا الحوار ..
- في البدء ما رأيك فيما يقدم من برامج خاصة بالاطفال في الاعلام العراقي؟
الإعلام العراقي لايملك اليوم أيّ برنامج موجّه للطفل، سواء على الصعيد الرسمي أو الخاص..وإذا قارنا بين ماكان يقدّم في سنوات الثمانينيات والنصف الأول من التسعينيات، من نتاجات فنية على صعيد الإذاعة والتلفزيون والمسرح ، فأننا سنجد أنفسنا أن النسبة المئوية التي نقدّرها للمقارنة لايمكن أن تتعدّى الصفر.
قد نجد ربّما بعض المحاولات اليتيمة، من بعض الجهات التي تدّعي أنها اهتمت بالطفل وقدّمت له كذا وكذا..لكنني أؤكّد أن ماقدّمته هذه الجهات لايصبّ إلا في مصلحتها التجارية قبل كلّ شيء، وأن اهتمامها بالطفل ماهو ألا مجرّد شعار ترفعه للتباهي والمساومة والمتاجرة ، لكن ماخفي كان أعظم.
- بصفتكم واحدا من صناع برامج الاطفال في العراق وواكبت صناعة هذه البرامج في دول عديدة هل نملك اسس مخاطبة الطفل العراقي في ظل التطورات التكنولوجية و طريقة تفكير اطفال اليوم؟
أكيد..ولكن تذكّر المثل الشعبي العراقي الذي يقول: ( أعط الخبز للخبّاز حتى لو أكل نصفه) أعني ..أنّنا عندما ننوي أن نخاطب الطفل ، فيجب علينا أن نراعي نواحي عدّة، منها..مَن الذي سيخاطب ..بمعنى أن نختار ذوي الاختصاص من التربويين والمعنيين بثقافة الطفل وفنّه، في توجيه الطفل . وكيف...وكيف هذه تعني أسلوب المخاطبة..الطفل صغير بحجمه ، لكنه كبير بعقله..وأسلوب المخاطبة هي الأداة التي نستخدمها ..والأداة هذه هي سيف ذو حدين، سلاح قد تقاتل به وتقتل فيه إن لم تحسن استخدامه.
أن تقدّم برنامجا للطفل يعني أنّك جرّاح تجري عملية جراحية..مالم تكن متأكّدا من نجاحها ، فالأجدر بك أن تتركها لجرّاح لديه من الخبرة والمؤهّلات والثقة ،مايجعله متأكّدا من إجرائها ، وإلا فستكون العاقبة وخيمة ، وتقع عليك اللائمة في أن تكون السبب الرئيس في فشلها.
أرى بشكل ملحوظ في أكثر من محطة تلفزيونية أن هناك برامج تبدو في مظهرها أنها موجّهة للطفل، لكنّ الجوهر عكس ذلك تماما..تخيّل مثلا أن تجرى مسابقة بين أطفال بعمر الزهور لاختيارأفضل صوت، وبدل أن يغنّي الأطفال عن الطفولة والبراءة والسلام، وحبّ الناس وفضائل الخير، التي أمضينا سنوات عمرنا في تعليمها للأطفال ، من خلال أغان خاصة، وبرامج ومسرحيات وأفلام ..يأتي الطفل اليوم ليغنّي عن هجر الحبيب وعن العشق والغرام وسهر الليالي وعذاب الفراق....ونكون بهذا قد ضربنا أسس التربية والمباديء والأخلاق الحميدة عرض الحائط ، وتكون هذه الجهات التي ادّعت اهتمامها بالطفل قد أساءت إليه ،وجعلته يخسر براءته، بينما ربحت هي حفنة الدولارات.من المستفيد إذن؟
- اطلقتم مؤخرا قناة بساط الريح على موقع اليوتيوب حدثنا عن هذه القناة وما تطمح اليه.
قناة بساط الريح على اليوتيوب انطلقت قبل أسابيع قليلة ، هي محاولة بسيطة منّي لتعريف الناس وخصوصا الجيل الجديد أن الأعمال الفنية الموجّهة للطفل يجب أن تكون هكذا..أو بمعنى أصحّ..أن البرامج كانت بهذا الشكل .ومن خلالها أنشر عددا من الأعمال الفنية على صعيد الإذاعة والتلفزيون ، وما ساهمت بإنتاجه واستطعت أن أحتفظ به خلال السنوات القليلة الماضية .. ليس كل السنوات طبعا، لأنك كما تعرف في السابق لم تكن إمكانية الاحتفاظ بهذه البرامج بهذه السهولة، فلقد كانت الأشرطة الإذاعية والتلفزيونية من الحجم مايجعلها غير متاحة للتخزين ، إلا في المكتبات الإذاعية والتلفزيونية، والتي للأسف سلبت ونهبت وتلفت سنة 2003..وماموجود الآن ماهوإلا الجزء البسيط جدا ..
وقبل قناة بساط الريح كانت قناة إلهام أحمد ، التي تقدم من خلالها رفيقتي في الحياة العملية والزوجية أعمالها الفنية التي قدّمتها خلال سنوات عملها من السبعينيات ولحد الآن.وأيضا ليست كل الأعمال..فقط ما استطعنا الحصول عليه بمجهودنا الشخصي أو بمساعدة أناس غيارى. وبصراحة..أنا ألمس من خلال ردود أفعال الناس على مايشاهدونه من هذه الأعمال سواء أكانت إذاعية أم تلفزيونية أم أغاني ، استغرابا واستهجانا وعتبا على التلفزيون والإذاعة والمحطّات الفضائية التي صارت تعدّ بالعشرات، كيف أنها أهملت هذه الشريحة الحسّاسة والمؤثّرة في المجتمع.ويحذوهم الأمل في أن تعود هذه البرامج إلى سالف عهدها، لتؤّثر في الطفل وتشحن مخيّلته وتفكيره، وتستحوذ على اهتمامه .
من خلال قناة بساط الريح أجد نفسي أنني أسبح عكس التيار، ومع ذلك أشعر بالمتعة ، وبفضل التشجيع سأصل إلى شاطيء الأمان.
- كيف نستطيع مواجهة الاعلام المستورد بكل ما يحمله من سموم و تحصين الطفل ثقافيا؟..
لانستطيع مواجهة الإعلام المستورد إلا إذا أوجدنا البديل ..وحسب قراءتي لواقع الحال ، أرى أن إيجاد البديل في هذا الوقت غير مأخوذ في الحسبان..فالقنوات التلفزيونية انصرفت إلى برامج تدرّ عليها بالربح الوفير،غير مبالين بالمصيبة التي تحيق بمجتمعنا. والتي ستتفاقم مستقبلا، وعندها يصبح السيطرة عليها أمرا غير ممكن .نحن أمام مشكلة كبيرة، على المسؤولين أن يعوا ذلك و يتدراكوها قبل فوات الأوان، فمازال في الوقت متسع.
- هل ما زالت حكايا التراث العربي و الموروث الشعبي قادرة على اقناع جيل الايباد!.
كل شيء ممكن..ولكن كما أسلفت،علينا اختيار وسيلة التأثير..مايحدث اليوم ، يجب أن يصبّ في مصلحتنا وليس العكس..يعني التكنلوجيا تطوّرت، والعقول استنارت، وتعدّدت أدوات المخاطبة، لكنّ التراث باق لم يتغير..إذن كيف نسخّر التكنلوجيا وهذا التطوّر الملحوظ لوسائل الاتصال في خدمة أهدافنا؟ هذا مايجب أن نبحث عنه ،ونعمل لأجله.
لا ينكر احد ما لبرامج الطفل من اهمية بالغة في تنشئة الجيل الجديد لاي بلد .. و تبدأ الاهمية التربوية لوسائل الاعلام أن تكون برامجها الموجهة للاطفال تربوية فهي تساعد على غرس وتدعيم وتوجيه الطفل من خلال ما تقدمه من خبرات و فقرات ترفيهية.. و للحديث عن هذا المجال المهم وهل نملك اليوم صناعة برامجية خاصة بالاطفال و قادرة على مواكبة كل ما يحدث من تقدم هائل في المعلوماتية .. كان لنا وقفة مع اسم مميز في هذا المجال هو مؤلف ومخرج ومنتج ومعد ومقدم وممثل في العشرات من البرامج الخاصة بالاطفال وهو صانع حقيقي لهذه النوعية من البرامج .. انه الفنان ضرغام فاضل الذي حل ضيفا على موقع (دنيا فن) في هذا الحوار ..
- في البدء ما رأيك فيما يقدم من برامج خاصة بالاطفال في الاعلام العراقي؟
الإعلام العراقي لايملك اليوم أيّ برنامج موجّه للطفل، سواء على الصعيد الرسمي أو الخاص..وإذا قارنا بين ماكان يقدّم في سنوات الثمانينيات والنصف الأول من التسعينيات، من نتاجات فنية على صعيد الإذاعة والتلفزيون والمسرح ، فأننا سنجد أنفسنا أن النسبة المئوية التي نقدّرها للمقارنة لايمكن أن تتعدّى الصفر.
قد نجد ربّما بعض المحاولات اليتيمة، من بعض الجهات التي تدّعي أنها اهتمت بالطفل وقدّمت له كذا وكذا..لكنني أؤكّد أن ماقدّمته هذه الجهات لايصبّ إلا في مصلحتها التجارية قبل كلّ شيء، وأن اهتمامها بالطفل ماهو ألا مجرّد شعار ترفعه للتباهي والمساومة والمتاجرة ، لكن ماخفي كان أعظم.
- بصفتكم واحدا من صناع برامج الاطفال في العراق وواكبت صناعة هذه البرامج في دول عديدة هل نملك اسس مخاطبة الطفل العراقي في ظل التطورات التكنولوجية و طريقة تفكير اطفال اليوم؟
أكيد..ولكن تذكّر المثل الشعبي العراقي الذي يقول: ( أعط الخبز للخبّاز حتى لو أكل نصفه) أعني ..أنّنا عندما ننوي أن نخاطب الطفل ، فيجب علينا أن نراعي نواحي عدّة، منها..مَن الذي سيخاطب ..بمعنى أن نختار ذوي الاختصاص من التربويين والمعنيين بثقافة الطفل وفنّه، في توجيه الطفل . وكيف...وكيف هذه تعني أسلوب المخاطبة..الطفل صغير بحجمه ، لكنه كبير بعقله..وأسلوب المخاطبة هي الأداة التي نستخدمها ..والأداة هذه هي سيف ذو حدين، سلاح قد تقاتل به وتقتل فيه إن لم تحسن استخدامه.
أن تقدّم برنامجا للطفل يعني أنّك جرّاح تجري عملية جراحية..مالم تكن متأكّدا من نجاحها ، فالأجدر بك أن تتركها لجرّاح لديه من الخبرة والمؤهّلات والثقة ،مايجعله متأكّدا من إجرائها ، وإلا فستكون العاقبة وخيمة ، وتقع عليك اللائمة في أن تكون السبب الرئيس في فشلها.
أرى بشكل ملحوظ في أكثر من محطة تلفزيونية أن هناك برامج تبدو في مظهرها أنها موجّهة للطفل، لكنّ الجوهر عكس ذلك تماما..تخيّل مثلا أن تجرى مسابقة بين أطفال بعمر الزهور لاختيارأفضل صوت، وبدل أن يغنّي الأطفال عن الطفولة والبراءة والسلام، وحبّ الناس وفضائل الخير، التي أمضينا سنوات عمرنا في تعليمها للأطفال ، من خلال أغان خاصة، وبرامج ومسرحيات وأفلام ..يأتي الطفل اليوم ليغنّي عن هجر الحبيب وعن العشق والغرام وسهر الليالي وعذاب الفراق....ونكون بهذا قد ضربنا أسس التربية والمباديء والأخلاق الحميدة عرض الحائط ، وتكون هذه الجهات التي ادّعت اهتمامها بالطفل قد أساءت إليه ،وجعلته يخسر براءته، بينما ربحت هي حفنة الدولارات.من المستفيد إذن؟
- اطلقتم مؤخرا قناة بساط الريح على موقع اليوتيوب حدثنا عن هذه القناة وما تطمح اليه.
قناة بساط الريح على اليوتيوب انطلقت قبل أسابيع قليلة ، هي محاولة بسيطة منّي لتعريف الناس وخصوصا الجيل الجديد أن الأعمال الفنية الموجّهة للطفل يجب أن تكون هكذا..أو بمعنى أصحّ..أن البرامج كانت بهذا الشكل .ومن خلالها أنشر عددا من الأعمال الفنية على صعيد الإذاعة والتلفزيون ، وما ساهمت بإنتاجه واستطعت أن أحتفظ به خلال السنوات القليلة الماضية .. ليس كل السنوات طبعا، لأنك كما تعرف في السابق لم تكن إمكانية الاحتفاظ بهذه البرامج بهذه السهولة، فلقد كانت الأشرطة الإذاعية والتلفزيونية من الحجم مايجعلها غير متاحة للتخزين ، إلا في المكتبات الإذاعية والتلفزيونية، والتي للأسف سلبت ونهبت وتلفت سنة 2003..وماموجود الآن ماهوإلا الجزء البسيط جدا ..
وقبل قناة بساط الريح كانت قناة إلهام أحمد ، التي تقدم من خلالها رفيقتي في الحياة العملية والزوجية أعمالها الفنية التي قدّمتها خلال سنوات عملها من السبعينيات ولحد الآن.وأيضا ليست كل الأعمال..فقط ما استطعنا الحصول عليه بمجهودنا الشخصي أو بمساعدة أناس غيارى. وبصراحة..أنا ألمس من خلال ردود أفعال الناس على مايشاهدونه من هذه الأعمال سواء أكانت إذاعية أم تلفزيونية أم أغاني ، استغرابا واستهجانا وعتبا على التلفزيون والإذاعة والمحطّات الفضائية التي صارت تعدّ بالعشرات، كيف أنها أهملت هذه الشريحة الحسّاسة والمؤثّرة في المجتمع.ويحذوهم الأمل في أن تعود هذه البرامج إلى سالف عهدها، لتؤّثر في الطفل وتشحن مخيّلته وتفكيره، وتستحوذ على اهتمامه .
من خلال قناة بساط الريح أجد نفسي أنني أسبح عكس التيار، ومع ذلك أشعر بالمتعة ، وبفضل التشجيع سأصل إلى شاطيء الأمان.
- كيف نستطيع مواجهة الاعلام المستورد بكل ما يحمله من سموم و تحصين الطفل ثقافيا؟..
لانستطيع مواجهة الإعلام المستورد إلا إذا أوجدنا البديل ..وحسب قراءتي لواقع الحال ، أرى أن إيجاد البديل في هذا الوقت غير مأخوذ في الحسبان..فالقنوات التلفزيونية انصرفت إلى برامج تدرّ عليها بالربح الوفير،غير مبالين بالمصيبة التي تحيق بمجتمعنا. والتي ستتفاقم مستقبلا، وعندها يصبح السيطرة عليها أمرا غير ممكن .نحن أمام مشكلة كبيرة، على المسؤولين أن يعوا ذلك و يتدراكوها قبل فوات الأوان، فمازال في الوقت متسع.
- هل ما زالت حكايا التراث العربي و الموروث الشعبي قادرة على اقناع جيل الايباد!.
كل شيء ممكن..ولكن كما أسلفت،علينا اختيار وسيلة التأثير..مايحدث اليوم ، يجب أن يصبّ في مصلحتنا وليس العكس..يعني التكنلوجيا تطوّرت، والعقول استنارت، وتعدّدت أدوات المخاطبة، لكنّ التراث باق لم يتغير..إذن كيف نسخّر التكنلوجيا وهذا التطوّر الملحوظ لوسائل الاتصال في خدمة أهدافنا؟ هذا مايجب أن نبحث عنه ،ونعمل لأجله.