تقرير وتصوير / إنعام عطيوي
ضمن عجلة التطور للعصر الحديث تداخلت الحداثة في كل مجالات الحياة حتى دخلت عجلة التطور لتساهم في اندثار بعض المهن الشعبية العراقية داخل أجواء الحياة البغدادية القديمة فتلاشت بعض المهن من التواجد على ارض الواقع ولما لأهمية هذا الإرث الثقافي للحياة البغدادية سعت مديرية التراث الشعبي العراقي إلى تجسيد هذه المهن في مصغرات على شكل دمى معروضة في متحف التراث الشعبي العراقي اذ عمدت مديرية التراث الشعبي العراقي إلى إنشاء مصغرات للمهن البغدادية المنقرضة والتي تعتبر احد أنواع الحفاظ على موروث المهن في التراث العراقي كان من ضمن هذه المصغرات( بائعة اللبن الشعبي وبائع العسل وبائع الحليب وبائع الغاز العراقي والسقا بائع الماء وبائع الكستك وهي الايسكريم العراقي بصناعة يدوية وبائع الحلويات المتجول وعربة النفط المتجولة بالخيول وبائع الحطب وبائع الملح الذي يستخدم الإبل وبائعة الأسنان الذهبية وغيرها كثير) كما لم يخلو المتحف من صناعة السجاد العراقي اليدوي وبأيدي عراقية ماهرة تجسد في حياكته السجاد صور من التراث العراقي وتاريخه وطبيعة الحياة فيه والسلاطين الذين حكموا العراق أبان الحقبة الأموية والعباسية إلى العثمانية ومن حكايات ألف ليلية وليلة وغيرها وان هذه القطع من السجاد العراقي تعتبر نفائس ثمينة لأنها تعتبر كوثائق للتاريخ العراقي في الأزمنة المتعاقبة ناهيك عن كونها احد أنواع تصدير ثقافة وتراث العرق إلى الدول الأخرى من خلال هذه القطع الثمينة عبر تسويقها إلى دول الجوار عن طريق السواح القادمين لزيارة المتحف حيث لم يقتصر المتحف على عرض هذه الوثائق التراثية وتصنيعها عبر معهد التراث الشعبي العراقي وإنما افتتاح غرفة للتسويق المباشر تساهم في دعم التراث العراقي ونشره وإيجاد فرصة الاقتناء للمتذوقين من هذا النوع كما انه يبين هوية الحياة البغدادية القديمة وطريقة الحياة فيها وجسد هذا المتحف كل أشكال الحياة البغدادية والعراقية القديمة كان منها :-
• وسائل الاتصال الإعلامية في الحياة البغدادية القديمة:- كانت الاتصال الإعلامي في الحياة البغدادية القديمة مقتصر على الصحف البدائية كان أولها جريدة الزوراء التي صدرت عام 1869 حتى دخل المذياع إلى الشارع العراقي وكان ذو حجم كبير وباهظ الثمن لهذا كان اقتنائه فقط يعود إلى مراكز استقطاب الجمهور مقابل خدمات مادية مدفوعة الثمن وتسمى هذه المراكز بالمقاهي البغدادية القديمة وهي مقاهي يجتمع فيها رجال المنطقة فقط دون النساء للاستماع إلى المذياع وتلقي الأخبار ومتابعة الأحداث، ولم تكن هذه المجالس تخلوا من النقاشات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم المنطقة أو المدينة، ويركن إلى هذه المقاهي كبار المدينة وأعيانها وتقدم فيها مشروبات تراثية عراقية موروثة أمثال الشاي والقهوة والحامض وعرق السوس ومشروبات الأعشاب المختلفة التي تلبي ذائقة الجمهور العراقي القديم ناهيك عن شرب النركيلة والسكائر، واعتبر هذا المذياع هو أقدم وسيلة اتصال مازالت تعمل وغير معطلة حيث يعود عمره إلى عام 1944 ورغم اختلاف طرق تشغيل هذا الجهاز في الحياة المعاصرة إلا انه مازال العاملين في المتحف يحافظون على إدامته وتشغيله للزبائن وفق نظامه التشغيلي الذي يتلاءم مع نوع الطاقة الكهربائية التي يعمل عليها ..
• الأسلحة العراقية القديمة :- يقدم معرض التراث الشعبي العراقي عدد من القطع الأصلية الثمينة للأسلحة العراقية التي استخدمت في ثورة العشرين أثناء تحرير العراق من الاحتلال البريطاني عام 1920 وتعود هذه الأسلحة إلى حقب زمنية مختلفة لكنها تحمل تراث عراقي لأسلحة شاركت في تاريخ تحرير العراق من العبودية البريطانية وتعتبر هذه الأسلحة ذات قدسية خاصة وعرضت مع بعض الخناجر الفضية التي تعود إلى شخصيات عراقية تاريخية مهمة شاركت في ثورة العشرين.
• الحلي والمصوغات والمسكوكات الذهبية الاثرية:- احتوى المجتمع العراقي القديم على مصوغات ذهبية بطراز معين وأشكال انقرض وجودها في الصياغة الذهبية المعاصرة ناهيك عن العمل العراقية والمسكوكات التي انقرضت بسبب تبديل العمل العراقية في فترات زمنية متعاقبة فاحتوى هذا المتحف على أيدي فنية ماهرة لصياغة الحلي الذهبية والعُمل النقدية المنقرضة وهي تجسد حقب زمنية متتالية لأزمنة حُكم مرت في العراق.
• صناعة السجاد وأزياء الملابس العراقية القديمة:- لم يخلو المتحف من الأزياء العراقية لكافة أطيافه وقومياته مكلل بأشكال من الزخارف التراثية القديمة المشغولة بالأيدي العاملة ناهيك عن السجاد العراقي الذي نافس في حقب معينة السجاد التركي والإيراني وما زالت هذه النفائس من السجاد العراقي الثمين هو مصدر لجذب السواح لاقتنائه.
